قصة كليلة ودمنة كاملة مكتوبة لابن المقفع
-مختارات من قصص كليلة و دمنة زعمو أن رجلاً قانصاً (صياد) خرج في أحد الأيام حاملاً معه قوسه و نشابُه , رمى ذلك القانص فأصاب ظبيا , فحمله وعاد به إلى منزله , و في طريقه اعترضه خنزير بريَ , فرماه القناص بنشابة|( النشابة تعني السهم ) نفذت فيه , فأدركه الخنزير و ضربه بأنيابه ضربة طارت من يده القوس ووقعا اثنين ميتين بارضهم.
-أتى ذئب من الغابة عليهم فقال في نفسه: هذا صيد ظفير : رجل و خنزير و ظبي ، يكفيني أكلهم مدة, و لكن من الأفضل لي أن أبدأ بهذا الوتر فآكله فيكون قوت يومي و ادَخر الباقي إلى غد فما وراءه, فعالج الوتر حتى قطعه. فلما انقطع طارت طرف القوس فضربت حلقه فمات
....................يضرب هذا المثل في الجمع و الادخار و سوء عاقبته........
قصة كليلة ودمنة الثعلب المكار
-قيل أن ثعلبا أتى على شجرة علق عليها طبل فيها أجمة, و كلما هبت الريح على أغصان هذه الشجرة حرَكتها, فضربت الطبل, و دوى لها صوتٌ عظيم باهر. فتوجه الثعلب نحوه لما سمعه من صوت عظيم ; فلما أتاه وجده ضخما, فأيقن في نفسه بكثرة الشحم و اللحم, فعالجه حتى شقه. فلما رآه أجوف لا شيء فيه قال : لا أدري لعل أفشل الأشياء أعظمها جثة و أعلاها صوتا.
زعموا أن قردة كانت تسكن في جبل. فأرادوا ليلة باردة ذات أمطار و نار و رياح فلم يجدوا. فرأوا يراعة( و هي حشرة تتوهج في الليل) كانت تطير كأنها شرارة نار , فظنوا تلك اليراعة ناراً و قاموا بجمع الكثير من الحطب , فألقوه عليها , و أخذوا ينفخون بأفواههم و يتروحون بأيديهم طمعا في أن توقد لهم نار يصطلون بها( أي تكون لهم دفء) من برد.
- و على شجرة قريبة حط طائر ينظر إليهم و ينظرون إليه, و قد كان الطائر رأى ما صنعوا فأخذ يقول لهم بأن لا يتعبوا أنفسكم فإن الذي أمامهم ليس بنار. فلما لم يجد منهم تصديقاً عزم على القرب منهم, لينهاهم عما هم له فاعلون, فمر به رجل فعرف ما عزم عليه فقال له: لا تلتمس تقويم ما لا يستقيم, فإن الحجر الصلب الذي لا ينقطع لا تجرَب عليه السيوف , و العود الذي لا ينحني لا تعمل منه القوس , فلا تتعب. فأبى الطائر أن يطيعه و تقدم إلى القردة ليعرفهم أن اليراعة ليست بنار, فتناوله أحد القردة , فضرب به الأرض فمات.
تعليقات
إرسال تعليق