التجارة في الاسلام
التجارة في الاسلام شأنها عظيم، وقد ندب إليها الإسلام، وعظم شأنها، وأثنى على أهلها المتقين الذين استقاموا وحافظوا على ما أوجب الله، وابتعدوا عما حرم الله، والتجارة كما سمعتم هي من أهم أعمال المسلمين.
وهي من أهم طرق الكسب، وهي عمل المهاجرين، لما هاجر المسلمون من مكة وغيرها إلى المدينة في عهد النبي عليه الصلاة والسلام اشتغلوا بالتجارة.
وكان الأنصار يشتغلون بالزراعة، وآخى النبي ﷺ بينهم وبين المهاجرين رضي الله عن الجميع، فقال الأنصار نحن نكفيكم المؤنة ونشرككم في الثمرة.
فصار الأنصار يعملون ويساعدون المهاجرين من الثمرة، حتى قال سعد بن الربيع الأنصاري لعبدالرحمن بن عوف لما آخى بينه وبين عبدالرحمن آخى بينهما النبي عليه الصلاة والسلام قال سعد: يا عبدالرحمن أنزل لك عن نصف مالي وأنزل لك عن إحدى زوجتي، عنده زوجتان قال: أنزل عن إحداهما فإذا اعتدت تأخذها تتزوجها، فقال عبدالرحمن: بارك الله لك في أهلك ومالك.
دلوني على السوق، فذهب واشترى ما تيسر من سمن وأقط، ثم لم يزل يبيع ويشتري حتى يسر الله له المال الكثير وتزوج، وحصل عنده خير كثير، ولم يزل في أرباح من التجارة، ثم من الغنائم حتى صار من أغنى الناس.
فإن التجارة في السلام من الكسب الطيب الذي حث عليه الإسلام وأمر به، فقد روى البزار والحاكم وصححه عن رفاعة بن رافع رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سُئلَ: أي الكسب أطيب؟ فقال: "عمل الرجل بيده، وكل بيع مبرور".
قال العلماء: والبيع المبرور ما ليس فيه غش ولا خداع، ولا ما يخالف الشرع.
ومما يبين أهمية التجارة في الإسلام أن القرآن الكريم يسمى أرباحها فضل الله، ورد ذلك في قول الله تعالى: (وَآخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي الْأَرْضِ يَبْتَغُونَ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ) .
وقال تعالى: (لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَبْتَغُوا فَضْلاً مِنْ رَبِّكُمْ).
وقال تعالى: (فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلاةُ فَانْتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ).
وجاء عن عمر رضي الله عنه أنه قال: ما من مكان أحب إلى أن يأتيني فيه أجلي بعد الجهاد في سبيل الله إلا أن أكون في تجارة أبيع وأشتري، وقد أخذ هذا المعنى من قول الله تعالى: (وَآخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي الْأَرْضِ يَبْتَغُونَ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ) .
على أن فيها مخاطر ومحاذير نبهنا عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم، وحذرنا منها عن التجارة في الإسلام مثل: الإفراط في حب الدنيا وجمعها وكسب الأرباح والاشتغال بذلك عن ذكر الله وعن الواجبات نحو الدين والأمة.
وفي صحيح مسلم وغيره عن البراء بن عازب رضي الله عنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن بيع الذهب بالفضة، والفضة بالذهب نسيئة أو (تأخيرًا).
تعليقات
إرسال تعليق