القائمة الرئيسية

الصفحات

صحة و جمال

حق الله على عباده وحقهم عليه


حق الله على العباد وحق العباد على الله



الحقوق في الإسلام 

اعتنى الإسلام بالحقوق بشكلٍ كبيرٍ، فالحق هو "الشيء الثابت الذي لا يُسوَّغ إنكاره"، أمَّا الحقوق الإسلامية فهي التي جاء بها نصٌ يدل على وجوب أدائها وعدم التفريط بها بحالٍ من الأحوال، لما يترتّب على الإتيان بها من المصالح في الدين والدنيا، ومن ضياعٍ لهذه المصالح عند التفريط بها، وأول هذه الحقوق وأعظمها حق الله -تعالى- خالق كل شيءٍ ومدبّر أُمور خلقه، فهو الذي أوجد الكون من العدم، وتفضّل على عباده بالنعم، ويتلخّص أداء حق الله -تعالى- بعبادته وعدم إشراك غيره بالعبادة معه، فقد خلق الله -سبحانه- الجن والإنس وأرسل إليهم الرسل والكتب من أجل العبادة، يقول الصحابي معاذ بن جبل رضي الله عنه: كنت ردف النبي -صلى الله عليه وسلم- على حمارٍ يُقال له غفير، فقال: (يا مُعاذُ، هلْ تَدْرِي حَقَّ اللَّهِ علَى عِبادِهِ، وما حَقُّ العِبادِ علَى اللَّهِ؟ قُلتُ: اللَّهُ ورَسولُهُ أعْلَمُ، قالَ: فإنَّ حَقَّ اللَّهِ علَى العِبادِ أنْ يَعْبُدُوهُ ولا يُشْرِكُوا به شيئًا، وحَقَّ العِبادِ علَى اللَّهِ أنْ لا يُعَذِّبَ مَن لا يُشْرِكُ به شيئًا، فَقُلتُ: يا رَسولَ اللَّهِ أفَلا أُبَشِّرُ به النَّاسَ؟ قالَ: لا تُبَشِّرْهُمْ، فَيَتَّكِلُوا).





   حق الله على عباده الإيمان به وتوحيده إن من حق الله -تعالى- على عباده الإيمان به، أي الإيمان بكل ما أخبرنا به عن نفسه أو أخبرنا عنه النبي -صلى الله عليه وسلم- من الأسماء والصفات، ومنه أن الله -تعالى- هو الرازق، وهو المتَّصف بصفات الكمال في ذاته وأفعاله وأسمائه وصفاته، والإيمان بأنَّه لا شريك ولا مثيل أو شبيه له، وهو العليم بكل ما كان وما يكون وما سيكون وما لو كان كيف يكون، يقول تعالى: (يَعبُدونَ مِن دونِ اللَّـهِ ما لا يَملِكُ لَهُم رِزقًا مِنَ السَّماواتِ وَالأَرضِ شَيئًا وَلا يَستَطيعونَ فَلا تَضرِبوا لِلَّـهِ الأَمثالَ إِنَّ اللَّـهَ يَعلَمُ وَأَنتُم لا تَعلَمونَ)،[ويكون الإيمان بأسماء الله -تعالى- وصفاته من غير تشبيهٍ أو تحريفٍ أو تعطيلٍ، كما يتضمّن الإيمان بالله عدة أُمورٍ منها:


الإيمان بوجود الله؛ وهذا ما أرشدت إليه الفطرة والعقل بشكلٍ قاطع. 
الإيمان بربوبيّته وبأنَّه الخالق الرازق
. الإيمان بأنَّه لا معبود بحقٍّ سوى الله تعالى. 
الإيمان بأسمائه وصفاته؛ وذلك بإثبات ما أثبته لنفسه في الكتاب والسنة من الأسماء والصفات، ونفي ما نفاه عن نفسه.

reaction:

تعليقات

USD